سترونغ باي زومبا' برنامج رياضي جديد يختلف عن الزومبا الكلاسيكية


بعد الشهرة التي حققتها رياضة الزومبا في كل أنحاء العالم، ابتدع مدربو اللياقة برنامجا جديدا مستلهما من نفس الرياضة لكن بخصوصيات أخرى تشمل الحركات وتقسيم التمارين وفترات الراحة، ليظل العنصر المشترك في كلا التدريبين التمرن على أنغام الموسيقى.

شاهد فيديو زومبا حصري

ميونيخ (ألمانيا) – ظهر برنامج رياضي جديد من رياضة الزومبا الشهيرة يحمل اسم “سترونغ باي زومبا”، ويمتاز هذا البرنامج بمواءمة العناصر الموسيقية مع التدريبات بدقة، وبالتالي فإنه يختلف كثيرا عن المفهوم الشائع لرياضة الزومبا التي يتم فيها خلط الحركات الرياضية مع الرقص على نغمات الموسيقى.

وخلال البرنامج الرياضي “سترونغ باي زومبا” يقوم المتدرب مثلا بخطوتين إلى الجانب مع ركلة في الهواء، ثم خطوة إلى الأمام والجلوس في وضع القرفصاء وإجراء تمرين الضغط. ويتم أخذ فترة استراحة بعد التدريبات المكثفة، وبالتالي لا يتشابه برنامج الـ”سترونغ باي زومبا” مع تدريبات الزومبا التقليدية؛ حيث يتعرّق المتدرب بشدة ويكون أكثر حاجة لفترات الراحة القصيرة، كما يتم تقسيم ساعة التدريب إلى أربعة أجزاء.

وفي تدريبات الزومبا العادية يتم الاعتماد على موسيقى جذابة، أما برنامج الـ”سترونغ باي زومبا” الجديد فإنه يعتمد على مفهوم مختلف؛ حيث يتم في البداية تصميم رقصات مع التمارين المختلفة لتدريب الجسم بالكامل، وبعد ذلك يتم استعمال الموسيقى المناسبة لهذه التمارين، وبالتالي فإن العناصر الموسيقية تكون متوافقة تماما مع الحركات والتمرينات الفردية.

وأوضح ديف سيبلي المسؤول عن الزومبا في السوق الأوروبية قائلا “يعمل ذلك على زيادة التأثير المحفز للموسيقى”، وتنص النظرية على أنه عندما تحاكي الموسيقى التمارين الرياضية فإنها تكون أقل إجهادا ويتم تعلمها بشكل أسرع.

وفي واقع الأمر يعمل المزج بين حركات معينة ونغمات محددة على أداء الحركات بصورة أكثر دقة، وقال ألفريد إفنبرغ بروفيسور علوم الحركة بجامعة هانوفر “عندما تصدر النغمات أو تتابع النغمات بتوجيه دقيق، مع تحديد الفترة الفاصلة بين عناصر الحركات الفردية وتحديد نوعية الإيقاع وسرعة تتابع الحركات، فإن كل ذلك يساعد على تعلم التمارين وتتابع الحركات بصورة أسرع”.

ويحصل المرء على هذا الانطباع في التدريب، وحتى في المرة الأولى يمكن للمتدرب اتّباع الموسيقى جيدا، وأن يتوقع التغيير القادم، وعندما يتم تسريع إيقاع الموسيقى يتم تسريع وتيرة التمرين والحركة.


من الناحية التقنية يعتمد برنامج الـ”سترونغ باي زومبا” على مفهوم التدريب بوزن الجسم والذي يشهد رواجا وشعبية كبيرين حاليا، ومن ضمن أمثلة الحركات تمارين بيربي والجلوس في وضع القرفصاء أو تمارين الضغط، ثم الوقوف على الأقدام مرة أخرى وخطوات الاندفاع إلى الأمام مع ملامسة الركبة للأرض.

ويتضمن برنامج الـ”سترونغ باي زومبا” أيضا بعض العناصر من الألعاب القتالية؛ حيث يقوم المتدرب باستخدام القبضة والكوع بأداء حركات في الهواء أو ركلات بالقدم. ونظرا لأن الحركات تنفصل عن بعضها البعض بسرعة يتحتم تدريب مجموعات العضلات كثيرا، وهو ما يساعد على الالتزام في التدريب، ويمكن بعد كل وحدة تدريبية أخذ استراحة قصيرة وتناول بعض المشروبات.

ويتوقف مدى جودة التدريب على المدرب نفسه، وبشكل أساسي يمكن للمبتدئين في اللياقة البدنية البدء في ممارسة الـ”سترونغ باي زومبا” مع التخلي عن الحركات التي تتطلب لياقة خاصة، وإذا لم يكن المتدرب متأكدا من لياقته البدنية فيمكنه الاستفسار من المدرب مباشرة. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يمارسون الزومبا بصورة منتظمة ويزعجهم مدرب اللياقة البدنية الذي يحدد لهم عدد تكرار الحركات التي يجب أداؤها فإنهم يسعدون مع الـ”سترونغ باي زومبا”؛ لأن الموسيقى هي التي تحدد إيقاع التدريبات.



تعريف الزومبا



جدير بالذكر أن رياضة الزومبا تم تطويرها خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي في كولومبيا، وهي تجمع بين حركات الأيروبيك والرقص على إيقاعات أميركا الجنوبية. وهناك العديد من أنواع الزومبا حاليا مثل الزومبا في الماء أو زومبا غولد والمصممة خصيصا لكبار السن وتتضمن حركات أقل إرهاقا.

ويمكن تعريف الزومبا بأنها عبارة عن ساعة كاملة من الرقص الإيقاعي، وتشتمل تلك التدريبات على الموسيقى مع الإيقاعات السريعة والبطيئة وهي مأخوذة من أساليب الرقص اللاتينية الشهيرة مثل كومبيا والسالسا وميرينغو ومامبو والفلامنكو وتشا تشا ولاب وسوكا والسامبا وموسيقى الهيب هوب والتانغو وحركات رياضية مختلفة.

هذا الخليط الساحر من الرقصات له العديد من الفوائد في حرق السعرات الحرارية فهو يعمل على:

1 - حرق 600 سعرة حرارية خلال ساعة من الرقص، حيث وجدت الدراسات الحديثة أن الزومبا قادرة على حرق 9.5 سعرة حرارية في الدقيقة الواحدة.

وتقول دراسة حديثة لجامعة هارفارد إن الركض على الآلة يحرق ما بين 450 إلى 500 سعرة حرارية في 60 دقيقة، وإذا كنت تمشي بسرعة أربعة أميال في الساعة فسوف تحرق ما بين 240 و356 سعرة حرارية في الساعة، أما لو كنت تقوم بمزيج من المشي والركض فأنت تحرق ما بين 360 و532 سعرة حرارية في الساعة، مع إمكانية إضافة الأوزان لتحصل عضلات الذراعين على مكاسب بدنية.

أما الزومبا، فهي تمنح النشاط والقوة لمختلف أجزاء الجسم، وتقول نفس الدراسات إن الرقصة العادية تحرق 446 سعرة حرارية في الساعة للشخص الذي يزن 155 رطلا بوتيرة عادية، ومع التسريع فسوف يتم حرق المزيد من السعرات الحرارية لتصل إلى 11.4 سعرة في الدقيقة، وهو ما يعني أنه مع زيادة النشاط لـ45 دقيقة يتضح الفارق الكبير بين الزومبا والركض على الآلة.

2 - يعمل على شدّ البطن وحرق الدهون في وقت سريع.

3 - رفع معدلات الأيض وبالتالي الحصول على جسم متناسق ورشيق.

4 - تحريك معظم أجزاء الجسم فينتج عن ذلك فقدان للوزن في كل المناطق وليس في منطقة واحدة.

الـ"سترونغ باي زومبا" يتضمن بعض الألعاب القتالية حيث يقوم المتدرب باستخدام القبضة والكوع والساقين

والزومبا تعتبر تجربة رياضية مختلفة تتركز المقاومة فيها على أداء حركات جسدية راقصة قد تبدو عشوائية لبعض الناس، لكنها مدروسة وممنهجة بشكل متناسق يتفاعل مع الموسيقى التي يسمعها الرياضي لتعمل على تطوير جسمه بدنيًا.

وهي تعتبر من فئة التمارين الهوائية النشيطة الممتعة للكثيرين، خاصة من يحبون الموسيقى اللاتينية في الأساس ويتفاعلون معها بشكل إيجابي. ولا تحتاج الزومبا إلى أيّ معدات أو أدوات مساعدة، فقط كل ما تحتاجه هو قرص دي في دي لسماع الموسيقى وملابس وأحذية مريحة للحركة، عكس التمرّن على الآلات الذي يحتاج إلى ملابس رياضية مناسبة وأحذية رياضية ومنشفة وزجاجة مياه، مع جهاز لرصد معدل ضربات القلب.

ويرى متخصصون في المجال الرياضي أنه رغم الشعبية الكبيرة التي حصدتها الزومبا خلال الفترة الأخيرة وانتشارها في العديد من دول العالم كأسلوب جديد للتنحيف إلا أن البعض لا يزال على عهده القديم في القيام بتمارين الجيم المعتادة والاعتماد على الآلات الرياضية التقليدية، معتمدا على حقيقة أنه إذا كانت الزومبا قادرة على إنقاص الوزن فقط فالأوزان لها ميزة إضافية وهي بناء العضلات.



منافع الزومبا



أثبتت العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة الزومبا بشكل يومي تساعد في الحماية من أمراض القلب والشرايين. وتحد هذه التمارين من ارتفاع مستوى ضغط الدم وتعمل على ضبطه كما تحمي الجسم من أخطار الكوليسترول. وتنشط الزومبا الدورة الدموية بالجسم مما يساعد على توصيل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم. وتطرد أيضاً السموم من الجسم نظرًا لتنشيطها للدورة الدموية.

وأثبتت دراسة علمية أسترالية نشرتها دورية كلية الطب بجامعة سيدني أن بعض تمارين الزومبا تساعد على علاج مشكلات التهابات المفاصل عند كبار السن. وتقوّي تمارين الزومبا عضلات الجسم خاصة الذراعين والقدمين والبطن والظهر والساقين ولذا فهي تزيد لياقة الجسم البدنية.

وأجمل ما في رقصة الزومبا أنها تعتمد على الحركات السريعة مع الاستماع إلى الموسيقى المرحة؛ وهو ما من شأنه أن يخفف كثيرا من وطأة الإجهاد والتوتر اللذين يصيبان غالبية الأشخاص اليوم بسبب التزاماتهم العائلية والعملية المتواترة.

وفي تقارير عديدة لمجموعة من الدراسات العلمية ثبت أن ممارسة هذه الرقصة تساهم أيضا في علاج مشاكل الاكتئاب، وذلك بفضل دورها الفعال في تحفيز إنتاج الهرمون المسؤول عن السعادة في الدماغ، أو ما يعرف بالأندروفين.

ومن ناحية أخرى يقلل تنشيط الدورة الدموية في الجسم من أعراض التوتر النفسي.

وأكدت الدراسات الأميركية أن رقصة الزومبا آمنة لجميع الأعمار ومستويات اللياقة البدنية لأن الخطوات يمكن تعديلها بحيث تناسب العمر والجسم نفسه.

ويقول تيري أكمان، وهو باحث وخبير في الدراسة الأكاديمية للياقة البدنية ولا سيما لدى المتقدمين في العمر “بعد سن الـ35 تبدأ كتلة أدمغتنا في النقصان بنسبة تصل إلى ثلاثة بالمئة كل عقد، لذا كلما تقدمنا في السن تقل قدرتنا على تخزين واستدعاء المعلومات”.
العناصر الموسيقية تكون متوافقة تماما مع الحركات والتمرينات الفردية


وصرح “الزومبا تعتمد على المتابعة والمشاركة في تحركات متسلسلة، وهو النشاط الذي يخلق خلايا دماغية جديدة، ويمكّن من تطوير مسالك عصبية جديدة. كما يمكن استخدامه لإبطاء تدهور الحالة العقلية لدى مرضى الخرف”.

وتؤكد جوزي جاردينر (67 عاما) وهي راقصة سابقة تقوم بتدريس الزومبا “يخبرنا المشاركون أنهم يشعرون بأنهم أكثر توازنا وأقوى. فإذا ما بدأوا في الاهتزاز أو التجمد يجدون أن الحركات المحددة التي تعلموها في الزومبا يمكن أن تساعد في إعادتهم إلى وضعهم الطبيعي مرة أخرى. ولا يمكننا التأكد من سرعة تدهور حالة المريض من دون هذه التدريبات، لكننا نعلم أنهم يشعرون أن التدريبات لها تأثير عليهم”.

ويوجد 127 ألف بريطاني لديهم مرض الشلل الرعاش ويعانون من الفقدان التدريجي للخلايا العصبية في أجزاء من الدماغ مما يؤدي إلى نقصان مادة كيميائية توجد بشكل طبيعي تسمى دوبامين.

والسبب في ذلك غير معروف ولكن يرجع على الأرجح إلى مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. ويلعب الدوبامين دورًا رئيسيًا في تنظيم الحركة وانخفاض مستوياته هو السبب في أعراض مرض باركنسون بما في ذلك الرجفة اللاإرادية وتصلب العضلات.

فتمارين تقوية العضلات تساعد كثيرا على العلاج وتحسن الحالة المرضية، لكن المثير أن للرقص تأثيرا إيجابيا أكثر من أيّ حركة أخرى.

ووجدت دراسة بارزة في كلية الطب في جامعة واشنطن عن الرقص وباركنسون أن حضور دروس التانغو مرتين أسبوعيا يؤدى إلى جعل المرضى قادرين على القيام بأنشطة بدنية كانوا غير قادرين على أدائها منذ تطور المرض. وأظهرت نتائج الدراسة أنه بعد عام كانت هناك تحسّنات كبيرة في التوازن والتنقل مقارنة بالمرضى الذين يمارسون التدريبات التقليدية.

وأشارت الدراسة إلى فوائد الهز الإيقاعي أو تحويل الوزن من قدم إلى قدم بشكل خاص تمثل استراتيجية تستخدم عادة

لمعالجة العضلات في مرض باركنسون. وكان لمؤسس رقص الزومبا نظرية خاصة حينما قدم اختراعه الذي يحمل كل هذه الفوائد الصحية فقال “حينما أرقص هذا يجعلني سعيدًا. الرقص يجعلني أشعر أنني جيد وأني لست مريضا. لم أكن مرهقا أبدا ولم أصب بالبرد مطلقا. حينما تبتسم هناك أشياء إيجابية تحدث في داخل جسمك”.

ويعتقد البروفيسور مارك ويليامز، الأخصائي في علم النفس السريري في جامعة أكسفورد قسم الطب النفسي، أن ذلك يعني أن “عدم التفكير دائما بجدّ أمر مهم للغاية للصحة النفسية. تعلّم الرقص يجعل الانتباه يركز بعيدا عن أيّ قلق، ولكن عليك أيضا أن تغفر لنفسك الوقوع في الخطأ وتضحك على نفسك”.

وأوضح “الناس لديهم مشاكل حقيقية ولكن أظهرت الأبحاث أن إطالة التفكير فيها كثيرا ما يجلب دورة من التوتر والاكتئاب والتي يمكن أن تجعل الأشياء التي تزعجنا تبدو أكثر صعوبة في التعامل معها”.

وأضاف ويليامز “التدريب على اليقظة ليس التظاهر بأن كل شيء على ما يرام ولكن تعلم الابتعاد عن كل ما يزعجك.

وبعد استراحة، حينما تعاود التفكير بشأن مصادر قلقك، يمكنك أن تكون أكثر تحكما فيها. يمكن أن يكون ذلك أكثر أهمية في إدارة العديد من الأمراض والتحكم فيها على المدى الطويل”. كما أنه يعتقد أن “الزومبا بكل ما فيها قد تفعل الشيء ذاته”.

ولأن أساس رياضة الزومبا الرقص، كشفت دراسة علمية، أشرف عليها فريق من الباحثين بجامعة “يوتا” الأميركية، أن لهذا النشاط بالذات فوائد علاجية كبيرة في مساعدة الأطفال الذين يعانون من التوحد على زيادة مهاراتهم الاجتماعية. وقام الباحثون بتجربة أنشطة الرقص كطريقة جديدة وتفاعلية.

تعليقات